فهرس الكتاب

فتح الباري لابن حجر - باب {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين} [البقرة: 58]

(قَولُهُ بَابُ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنّ والسلوى إِلَى يَظْلِمُونَ)
كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَقَطَ لَهُ لَفْظُ بَابُ وَسَاقَ الْبَاقُونَ الْآيَةَ .

     قَوْلُهُ  وقَال مُجَاهِدٌ الْمَنُّ صَمْغَةٌ أَيْ بِفَتْحِ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونُ الْمِيمِ ثُمَّ غَيْنٍ مُعْجَمَةٍ وَالسَّلْوَى الطَّيْرُ وَصله الْفرْيَابِيّ عَن وَرْقَاء عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ وَكَذَا قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ شَبَابَةَ عَنْ وَرْقَاءَ وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ الْمَنُّ يَنْزِلُ عَلَى الشَّجَرِ فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ مَا شَاءُوا وَمَنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ كَانَ مِثْلُ الرُّبِّ الْغَلِيظِ أَيْ بِضَمِّ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ وَمَنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ كَانَ مثل الترنجبيل وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ كَانَ الْمَنُّ يَسْقُطُ عَلَيْهِمْ سُقُوطَ الثَّلْجِ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَهَذِه الْأَقْوَال كلهَا لاتنافي فِيهَا وَمِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ الْمَنُّ خُبْزُ الرِّقَاقِ وَهَذَا مُغَايِرٌ لِجَمِيعِ مَا تقدم وَالله أعلم وروى بن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ السَّلْوَى طَائِرٌ يُشْبِهُ السُّمَانَى وَمِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ هُوَ السُّمَانَى وَعَنْهُ قَالَ هُوَ طَيْرٌ سَمِينٌ مِثْلُ الْحَمَامِ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ طَيْرٌ أَكْبَرُ مِنَ العصفور ثمَّ ذكر المُصَنّف حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فِي الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنّ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي كِتَابِ الطِّبِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي حَدِيثِ الْبَابِ مِنَ الْمَنِّ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبِهِ تَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ ذِكْرِهِ فِي التَّفْسِيرِ وَالرَّدُّ عَلَى الْخَطَّابِيِّ حَيْثُ قَالَ لَا وَجْهَ لِإِدْخَالِ هَذَا الْحَدِيثِ هُنَا قَالَ لِأَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهَا نَوْعٌ مِنَ الْمَنِّ الْمُنَزَّلِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّ ذَاكَ شَيْء كَانَ يسْقط عَلَيْهِم كالترنجبيل وَالْمُرَادُ أَنَّهَا شَجَرَةٌ تَنْبُتُ بِنَفْسِهَا مِنْ غَيْرِ اسْتِنْبَاتٍ وَلَا مُؤْنَةٍ انْتَهَى وَقَدْ عُرِفَ وَجْهُ إِدْخَالِهِ هُنَا وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ مَا ذَكَرَهُ الْخطابِيّ وَالله أعلم قَولُهُ بَابُ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُم الْآيَةِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَاقَ غَيْرُهُ الْآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ الْمُحْسِنِينَ .

     قَوْلُهُ  رَغَدًا وَاسِعًا كَثِيرًا هُوَ مِنْ تَفْسِيرِ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ الرَّغَدُ الْكَثِيرُ الَّذِي لَا يُتْعِبُ يُقَالُ قَدْ أَرْغَدَ فُلَانٌ إِذَا أَصَابَ عَيْشًا وَاسِعًا كَثِيرًا وَعَنِ الضَّحَّاك عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شئتما قَالَ الرَّغَدُ سَعَةُ الْمَعِيشَةِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ الرَّغَدُ الْهَنِيءُ وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ الرَّغَدُ الَّذِي لَا حِسَاب فِيهِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَقُولُوا حطة وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي قِصَّةِ مُوسَى مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَحَلْتُ بِشَرْحِهِ عَلَى تَفْسِيرِ سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَسَأَذْكُرُهُ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَولُهُ فِي أَوَّلِ هَذَا الْإِسْنَادِ



[ قــ :4232 ... غــ :4479] حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ لَمْ يَقَعْ مَنْسُوبًا إِلَّا فِي رِوَايَةِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ السَّكَنِ عَنِ الْفَرَبْرِيِّ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ وَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيِّ أَيْضًا.
وَأَمَّا أَبُو عَلَيٍّ الْجَيَّانِيُّ فَقَالَ الْأَشْبَهُ أَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (