فهرس الكتاب

لا يحصن المسلم اليهودية ، ولا النصرانية ، ولا الحر الأمة

أخرجه الدارقطني أيضاً عن عفيف بن سالم ثنا سفيان الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا يحصن الشرك باللّه شيئاً ، انتهى . قال الدارقطني : وهم عفيف في رفعه ، والصواب موقوف من قول ابن عمر ، انتهى . قال ابن القطان في كتابه : وعفيف بن سالم الموصلي ثقة ، قاله ابن معين ، وأبو حاتم ، وإذا رفعه الثقة لم يضره وقف من وقفه ، وإنما علته أنه من رواية أحمد بن أبي نافع عن عفيف المذكور ، وهو أبو سلمة الموصلي ، ولم تثبت عدالته ، قال ابن عدي : سمعت أحمد بن علي بن المثنى يقول : لم يكن موضعاً للحديث ، وذكر له فيما ذكر هذا الحديث ، قال : هو منكر من حديث الثوري ، انتهى . وقال الدارقطني في كتاب العلل : هذا حديث يرويه موسى بن عقبة ، واختلف عنه ، فرواه عفيف بن سالم عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وخالفه أبو أحمد الزبيري ، فرواه عن الثوري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر موقوفاً ، وهو أصح ، وروي عن إسحاق بن راهويه عن الدراوردي عن عبيد اللّه عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً ، والصحيح موقوف ، انتهى . قال البيهقي في المعرفة : وكأن المراد بالإِحصان في هذا الحديث إحصان القذف ، وإلا فابن عمر هو الراوي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه رجم يهوديين زنيا ، وهو لا يخالف النبي صلى اللّه عليه وسلم فيما يرويه عنه ، انتهى . واللّه أعلم . الحديث التاسع عشر : قال عليه السلام : لا يحصن المسلم اليهودية ، ولا النصرانية ، ولا الحر الأمة ، ولا الحرة العبد ، قلت : غريب ،

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه ، ومن طريقه 5496 الطبراني في معجمه ، والدارقطني في سننه ، وابن عدي في الكامل من حديث أبي بكر بن أبي مريم عن علي بن أبي طلحة عن كعب بن مالك أنه أراد أن يتزوج يهودية ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : لا تتزوجها ، فإنها لا تحصنك ، انتهى . قال الدارقطني : وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف ، وعلي بن أبي طلحة لم يدرك كعباً ، انتهى . وقال ابن عدي : أبو بكر بن أبي مريم بكير الغساني ، الغالب على حديثه الغرائب ، قلّ ما يوافقه عليها الثقات ، وهو ممن لا يحتج بحديثه ، وتكتب أحاديثه ، فإنها صالحة ، انتهى . وأخرجه أبو داود في المراسيل عن بقية بن الوليد عن عتبة بن تميم عن علي بن أبي طلحة عن كعب بن مالك به ، فذكره ، قال ابن القطان في كتابه : هذا حديث ضعيف ومنقطع ، فانقطاعه فيما بين علي بن أبي طلحة ، وكعب بن مالك ، وضعفه من جهة عتبة بن تميم ، فإنه ممن لا يعرف حاله ، وقد رواه عنه بقية ، وهو ممن عرف ضعفه ، ولا يعلم روي عن عتبة بن تميم إلا بقية ، وإسماعيل ، انتهى . قال في التنقيح : وعتبة وثقه ابن حبان ، انتهى . وقال عبد الحق في أحكامه : لا أعلم أحداً رواه عن علي بن أبي طلحة غير عتبة بن تميم ، وأبي بكر بن أبي مريم ، وهو ضعيف الإِسناد ، ومنقطع ، انتهى . وقال البيهقي في المعرفة : هذا حديث يرويه أبو بكر بن أبي مريم ، وهو ضعيف عن علي بن أبي طلحة عن كعب ، وهو منقطع ، فإن علي بن أبي طلحة لم يدرك كعباً ، قال الدارقطني : فيما أخبرني عنه أبو عبد الرحمن السلمي ، ورواه بقية بن الوليد عن عتبة بن تميم عن علي بن أبي طلحة عن كعب ، وهو أيضاً منقطع ، انتهى .

وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن الحسن أنه كان يقول : لا تحصن الأمة الحر ، ولا العبد الحرة ، انتهى . الحديث العشرون :