فهرس الكتاب

يا بني هاشم إن اللّه تعالى قد حرم عليكم غسالة

رواه البزار في مسنده من حديث محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد ، قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أضحى أو فطر ، فصلى ، ثم انصرف ، فوعظ الناس ، وأمرهم بالصدقة ، ثم مر على النساء ، فقال لهن : تصدقن ، فلما انصرف ، وصار إلى منزله جاءته زينب امرأة عبد اللّه ، فاستأذنت عليه ، فأذن لها ، فقالت : يا نبي اللّه إنك اليوم أمرتنا بالصدقة ، وعندي حلي لي ، فأردت أن أتصدق به ، فزعم ابن مسعود أنه هو وولده أحق من تصدق به عليهم ، فقال عليه السلام : صدق ابن مسعود ، زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم ، انتهى . الثالث : قال : إن هذا الحديث واقعة عين خاص بهاتين المرأتين ، فإن حكم لغيرهما بمثل ذلك فمن دليل آخر ، لا من نفس الخبر ، انتهى كلامه ملخصاً . الحديث الأربعون : قال عليه السلام : يا بني هاشم إن اللّه تعالى قد حرم عليكم غسالة الناس ، وأوساخهم وعوضكم منها بخمس الخمس ، قلت : غريب بهذا اللفظ ،

وروى مسلم في حديث طويل من رواية عبد المطلب بن ربيعة مرفوعاً : إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس ، وأنها لا تحل لمحمد ، ولا لآل محمد ، الحديث . وأوله عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث ، قال : اجتمع أبي - ربيعة - ، والعباس بن عبد المطلب ، فقالا : لو بعثنا هذين الغلامين ، قالا - لي ، وللفضل بن العباس - إلى رسول الله صلى اللّه عليه وسلم فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي الناس ، وأصابا مما يصيب الناس ، فقال علي : أرسلوهما ، فانطلقنا حتى دخلنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش . فقلنا : يا رسول اللّه قد بلغنا النكاح ، وأنت أبر الناس ، وأوصل الناس ، وجئناك لتؤمرنا على هذه الصدقات ، فنؤدي إليك كما يؤدي الناس ، ونصيب كما يصيبون ، قال : فسكت طويلاً ، ثم قال : إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد ، إنما هي أوساخ الناس ، أدعوا إلي محمية بن جزء - رجل من بني أسد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستعمله على الأخماس - ، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب فأتياه ، فقال لمحمية : أنكح هذا الغلام ابنتك - للفضل بن العباس - فأنكحه ، وقال لنوفل بن الحارث : أنكح هذا الغلام ابنتك - لي - ، فأنكحني ، وقال لمحمية : أصدق عنهما من الخمس : كذا وكذا ، مختصر ، تفرد به مسلم ،

ورواه الطبراني في معجمه حدثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا معتمر بن سليمان سمعت أبي يحدث عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس ، فذكر هذه القصة مختصرة ، وفي آخره : فقال لهما عليه السلام : إنه لا يحل لكم أهل البيت من الصدقات شيء ، إنما هي غسالة الأيدي ، وإن لكم في خمس الخمس لما يغنيكم ، انتهى . حديث آخر :