فهرس الكتاب

فإن كان بهما أذى فليمسحهما بالأرض ، فإن الأرض لهما

الحديث الثاني : قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : فإن كان بهما أذى فليمسحهما بالأرض ، فإن الأرض لهما طهور ، قلت : روي من حديث أبي هريرة ، ومن حديث الخدري . ومن حديث عائشة . أما حديث أبي هريرة ،

فرواه أبو داود من طريقين : أحدهما : عن محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : إذا وطئ أحدكم الأذى بخفيه فطهورهما التراب ، انتهى . ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والستين ، من القسم الثالث ، والحاكم في المستدرك وقال : حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، انتهى . قال النووي في الخلاصة : رواه أبو داود بإسناد صحيح ، انتهى . وقال ابن القطان في كتابه هذا حديث رواه أبو داود من طريق لا يظن بها الصحة ، فإنه رواه من حديث محمد بن كثير عن الأوزاعي به ، ومحمد بن كثير الصنعاني الأصل ، المصيصي الدار أبو يوسف ضعيف ، وأضعف ما هو عن الأوزاعي ، قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل : قال أبي : هو منكر الحديث ، يروي أشياء منكرة ، وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبي : هو عندي ليس ثقة ، انتهى كلامه .

الطريق الثاني : عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي ، قال : أنبئت أن سعيداً المقبري حدث عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور ، انتهى . قال المنذري في مختصره : الأول : فيه محمد بن عجلان ، وفيه مقال لم يحتجا به . والثاني : فيه مجهول ، انتهى . وأما حديث الخدري ،

فرواه أبو داود في الصلاة عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة عن الخدري قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره ، فلما رأى القوم ذلك ألقوا نعالهم ، فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم صلاته ، قال : ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ قالوا : رأيناك ألقيت نعليك ، فألقينا نعالنا ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن جبرئيل أتاني ، فأخبرني أن فيهما قذراً ، وقال : إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر ، فإن رأى في نعليه قذراً أو أذىً فليمسحه ، وليصل فيهما ، انتهى ورواه ابن حبان أيضاً في صحيحه في النوع الثامن والسبعين ، من القسم الأول ، إلا أنه لم يقل فيه : وليصل فيهما ، ورواه عبد بن حميد . وإسحاق بن راهويه . وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم بنحو أبي داود . وأما حديث عائشة ،

فرواه أبو داود أيضاً عن محمد بن الوليد أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن القعقاع بن حكيم عن عائشة عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بمعناه ، ولم يذكر لفظه ، ورواه ابن عدي في الكامل عن عبد اللّه بن زياد بن سمعان القرشي مولى أم سلمة عن سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم عن أبيه عن عائشة قالت : سألت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم الرجل يطأ بنعليه في الأذى ، قال التراب لهما طهور ، انتهى . وضعف عبد اللّه هذا عن البخاري . ومالك . وأحمد . وابن معين ، ووافقهم ، وقال : الضعف على حديثه بيّن ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني بسنده إلى ابن سمعان به ، وقال : قال الدارقطني : مدار الحديث على ابن سمعان ، وهو ضعيف ، قال ابن الجوزي : قال مالك : هو كذاب ، وقال أحمد : متروك الحديث ، انتهى كلامه .