فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب تمني الخير

( بابُُ تَمَنِّي الخَيْرِ وَقَوْلِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ( لَوْ كَانَ لِي أُحدٌ ذَهَباً) )

أَي هَذَا بابُُ فِي بَيَان تمني الْخَيْر، وَهَذِه التَّرْجَمَة أَعم من التَّرْجَمَة الَّتِي قبلهَا لِأَن تمني الشَّهَادَة فِي سَبِيل الله من جملَة الْخَيْر وَأَشَارَ بِهَذَا الْعُمُوم إِلَى أَن التَّمَنِّي لَا ينْحَصر فِي طلب الشَّهَادَة.
قَوْله: وَقَول النَّبِي بِالْجَرِّ عطف على قَوْله: تمني الْخَيْر.
قَوْله: لَو كَانَ لي أحد ذَهَبا جَوَاب، لَو، هُوَ قَوْله: لأحببت، على مَا يَأْتِي الْآن، وَلَكِن فِي حَدِيث الْبابُُ: لَو كَانَ عِنْدِي، على مَا تقف عَلَيْهِ، وباللفظ الْمَذْكُور هُنَا مضى فِي الرقَاق مَوْصُولا.



[ قــ :6839 ... غــ :7228 ]
- حدّثنا إسْحاق بنُ نَصْرٍ، حدّثنا عبْدُ الرَّزَّاقِ، عنْ مَعَمْرٍ، عنْ هَمَّامٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَوْ كانَ عِنْدِي أُحُدُ ذَهَباً لأحْبَبْتُ أنْ لاَ يَأْتِي ثَلاَثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينارٌ، لَيْسَ شَيْءٌ أرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَليَّ أجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ
انْظُر الحَدِيث 2389 وطرفه
قيل لَا مُطَابقَة بَين الحَدِيث والترجمة لِأَنَّهُ لَا يشبه التَّمَنِّي، ورد عَلَيْهِ بِأَن فِي قَوْله: لأحببت معنى التَّمَنِّي.
وَقيل: إِنَّهَا بِمَعْنى: وددت.
.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي أَيْضا: الحَدِيث لَا يُوَافق التَّرْجَمَة لِأَن: لَو، تدل على امْتنَاع الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره لَا لِلتَّمَنِّي، ثمَّ أجَاب بقوله: لَو، بِمَعْنى: أَن، لمُجَرّد الْمُلَازمَة ومحبة كَون غير الْوَاقِع وَاقعا هُوَ نوع من التَّمَنِّي فغايته أَن هَذَا تمن على هَذَا التَّقْدِير.
قَالَ السكاكي: الْجُمْلَة الجزائية جملَة خبرية مُقَيّدَة بِالشّرطِ، فعلى هَذَا هُوَ تمن الشَّرْط.

وَرِجَاله قد ذكرُوا غير مرّة قَرِيبا وبعيداً.

والْحَدِيث مضى فِي الرقَاق فِي: بابُُ قَول النَّبِي، مَا أحب أَن لي مثل أحد ذَهَبا.

قَوْله: ثَلَاث أَي: ثَلَاثَة أَيَّام، وَالْوَاو فِي: وَعِنْدِي، للْحَال.
قَوْله: أرصده من الرصد أَو من الإرصاد.
قَوْله: من يقبله الضَّمِير فِيهِ رَاجع إِلَى الدِّينَار أَو إِلَى الدّين، وَالْجُمْلَة حَال.
فَافْهَم.