فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي رضي الله عنه

باب مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَبِي عَمْرٍو والْقُرَشِيِّ -رضي الله عنه-.

     وَقَالَ  النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ.
فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ».

     وَقَالَ : «مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ.
فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ»
( باب مناقب عثمان بن عفان) بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف أسلمت بعد ابنها ( أبي عمرو) بفتح العين أي وأبي عبد الله كنيتان مشهورتان والأولى أشهر، ولقبه ذو النورين، فروى خيثمة في الفضائل والدارقطني في الإفراد من حديث علي أنه ذكر عثمان فقال: ذاك امرؤ يدعى في السماء ذا النورين، وعند ابن السماك من حديثه أيضًا نحوه.
وعن ابن المهلب بن أبي صفرة قيل له ذلك لأنه لم يعلم أحد تزوج ابنتي نبي غيره، وقيل لأنه كان يختم القرآن في الوتر فالقرآن نور وقيام الليل نور، وقيل لأنه إذا دخل الجنة برقت له برقتين فلذا قيل له ذو النورين ( القرشي) يجتمع مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في عبد مناف ( -رضي الله عنه-) وسقط لفظ باب لأبي ذر.

( وقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) مما سبق موصولاً في باب إذا وقف أرضًا أو بئرًا من كتاب الوقف: ( من يحفر) بكسر الفاء وبالجزم بمن ولأبي ذر يحفر بالرفع ( بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان) -رضي الله عنه- ( وقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( من جهز جيش العسرة) غزوة تبوك ( فله الجنة فجهزه عثمان) -رضي الله عنه- بألف دينار رواه أحمد والترمذي من حديث عبد الرحمن بن سمرة وبثلثمائة بعير كما روياه من حديث عبد الرحمن بن خباب السلمي.


[ قــ :3525 ... غــ : 3695 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ حَائِطًا وَأَمَرَنِي بِحِفْظِ بَابِ الْحَائِطِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ
فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ.
ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَإِذَا عُمَرُ.
ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأْذِنُ، فَسَكَتَ هُنَيْهَةً ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى سَتُصِيبُهُ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ".

قال حماد وحدّثنا عاصم الأحولُ وعليُّ بن الحَكَم سمعا أبا عثمانَ يُحدِّثُ عن أبي موسى بنحوهِ، وزاد فيه عاصم "أن النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان قاعدًا في مكان فيه ماءٌ قد كشفَ عن رُكبتَيهِ -أو ركبتِهِ- فلما دخل عثمان غطّاها".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) أي ابن درهم ( عن أيوب) السختياني ( عن أبي عثمان) عبد الرحمن بن مل ( عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري ( -رضي الله عنه- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل حائطًا) بستاتًا زاد في السابقة قريبًا في الباب قبله من حيطان المدينة ( وأمرني بحفظ باب الحائط فجاء رجل يستأذن) في الدخول عليه فذهبت فاستأذنته عليه الصلاة والسلام ( فقال) :
( ائذن له وبشره بالجنة، فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن) في الدخول فاستأذنت له ( فقال) :
عليه السلام ( ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ثم جاء آخر يستأذن) في الدخول فاستأذنت له ( فسكت) عليه الصلاة والسلام ( هنيهة) بضم الهاء وفتح النون وسكون التحتية وفتح الهاء مصغرًا شيئًا قليلاً ( ثم قال) : ( ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصببه) بسين قبل الفوقية ( فإذا عثمان بن عفان) وزاد رزين في تجريده فقال: اللهم صبرًا.

( قال حماد) : هو ابن زيد المذكور بالسند السابق ولأبي ذر حماد بن سلمة والأول أصوب قاله الحافظ ابن حجر وأيّده برواية الطبراني له عن يوسف القاضي عن سليمان بن حرب حدّثنا حماد بن زيد عن أيوب ( وحدّثنا عاصم) هو ابن سليمان ( الأحول) أبو عبد الرحمن البصري ( وعلي بن الحكم) بفتح الحاء المهملة والكاف البناني البصري أنهما ( سمعا أبا عثمان) عبد الرحمن بن مل ( يحدث عن أبي موسى) الأشعري -رضي الله عنه- ( بنحوه) أي الحديث السابق.

( وزاد فيه عاصم) الأحول دون علي بن الحكم ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان قاعدًا في مكان فيه ماء قد انكشف) وللكشميهني قد كشف ( عن ركبتيه) بالتثنية ( أو ركبته) بالإفراد شك الراوي واستدلّ به على أنها ليست بعورة ( فلما دخل عثمان) عليه ( غطاها) استحياء منه لأن عثمان كان مشهورًا بكثرة الحياء فاستعمل معه عليه الصلاة والسلام ما يقتضي الحياء.

وفي حديث أنس مرفوعًا مما أخرجه في المصابيح من الحسان "أصدق أمتي حياء عثمان".

وفي حديث ابن عمر عند الملا في سيرته مرفوعًا "عثمان أحيى أمتي وأكرمها" وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- عند مسلم وأحمد أنه قال في عثمان: "ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة".




[ قــ :356 ... غــ : 3696 ]
- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يُونُسَ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ «أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالاَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ عُثْمَانَ لأَخِيهِ الْوَلِيدِ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيهِ؟ فَقَصَدْتُ لِعُثْمَانَ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، وَهِيَ نَصِيحَةٌ لَكَ.
قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ منك -قَالَ مَعْمَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ- فَانْصَرَفْتُ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمَا، إِذْ جَاءَ رَسُولُ عُثْمَانَ؛ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا نَصِيحَتُكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ.
وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَلِيدِ.
قَالَ: أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قُلْتُ: لاَ، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَىَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا.
قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ وَهَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ -كَمَا قُلْتَ- وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَايَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلاَ غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ.
ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ مِثْلُهُ.
ثُمَّ عُمَرُ مِثْلُهُ.
ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أَفَلَيْسَ لِي مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لَهُمْ؟ قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: فَمَا هَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ؟ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَلِيدِ فَسَنَأْخُذُ فِيهِ بِالْحَقِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِدَهُ فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ».
[الحديث 3696 - طرفاه في: 387، 397] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( أحمد بن شبيب بن سعيد) بفتح الشين المعجمة وكسر الموحدة الأولى الحبطي بفتح الحاء.
المهملة والموحدة البصري المدني الأصل قال: ( حدّثني) بالإفراد ( أبي) شبيب ( عن يونس) بن يزيد ( قال ابن شهاب) : محمد بن مسلم الزهري ( أخبرني) بالإفراد ( عروة) بن الزبير ( أن عبيد الله) بضم العين مصغرًا ( ابن عدي بن الخيار) بكسر الخاء المعجمة وتخفيف التحتية النوفلي ( أخبره أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث) بالغين المعجمة والمثلثة القرشي المدني الزهري ( قالا) : لعبيد الله بن عدي بن الخيار ( ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه) أي لأجل أخي عثمان لأمه، ولأبي ذر عن الكشميهني: في أخيه ( الوليد) بن عقبة بن أبي معيط وكان عثمان ولاه الكوفة بعد أن عزل سعد بن أبي وقاص، وكان عثمان ولاه الكوفة لما ولي الخلافة بوصية من عمر ثم عزله بالوليد سنة خمس وعشرين، وكان سبب ذلك أن سعدًا كان أميرها، وكان عبد الله بن مسعود على بيت المال فاقترض سعد منه مالاً فجاءه يتقاضاه فاختصما فبلغ عثمان فغضب عليهما فعزل سعدًا واستحضر الوليد وكان عاملاً بالجزيرة على عربها فولاه الكوفة نقله في الفتح عن تاريخ الطبري.

( فقد أكثر الناس فيه) أي في الوليد القول لأنه صلّى الصبح أربع ركعات ثم التفت إليهم وقال: أزيدكم وكان سكران أو الضمير يرجع إلى عثمان أي أنكروا على عثمان كونه لم يحد
الوليد بن عقبة، وعزل سعد بن أبي وقاص به مع كون سعد أحد العشرة، واجتمع له من الفضل والسن والعلم والدين والسبق إلى الإسلام ما لم يتفق منه شيء للوليد بن عقبة قال عبيد الله بن عدي ( فقصدت لعثمان حتى) ولأبي ذر عن الكشميهني حين ( خرج إلى الصلاة قلت) له: ( إن لي إليك حاجة وهي) أي الحاجة ( نصيحة لك) والواو للحال ( قال) : أي عثمان ( يا أيها المرء منك) أي أعوذ بالله منك وثبت منك لأبي ذر ( قال معمر) : هو ابن راشد البصري فيما وصله في هجرة الحبشة ( أراه) بضم الهمزة أي أظنه ( قال: أعوذ بالله منك) فيه تصريح ما أبهم في قوله يا أيها المرء منك، وإنما استعاذ منه خشية أن يكلمه بما يقتضي الإنكار عليه فيضيق صدره بذلك قاله السفاقسي.
قوله وسقط قوله أراه قال لأبي ذر: قال عبيد الله بن عدي: ( فانصرفت) من عند عثمان ( فرجعت إليهما) إلى المسور وعبد الرحمن بن الأسود، وزاد في رواية معمر فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي فقالا قد قضيت الذي كان عليك فبينا أنا جالس معهما ( إذ جاء رسول عثمان) ولم يسم ( فهييته فقال: ما نصيحتك؟ فقلت) له ( إن الله سبحانه بعث محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالحق) سقطت التصلية لأبي ذر ( وأنزل عليه الكتاب وكنت) بتاء الخطاب ( ممن استجاب لله ولرسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وسقطت التصلية لأبي ذر هنا أيضًا ( فهاجرت الهجرتين) هجرة الحبشة وهجرة المدينة ( وصحبت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وسقط لأبي ذر لفظ رسول الله الخ ( ورأيت هديه) بفتح الهاء وسكون الدال أي طريقه ( وقد أكثر الناس) الكلام ( في شأن الوليد) بسبب شربه الخمر وسوء سيرته وزاد معمر فحق عليك أن تقيم عليه الحد ( قال) : عثمان لعبيد الله ( أدركت) أي سمعت ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟) وأخذت عنه قال: عبيد الله ( قلت: لا) .
لم أسمعه ولم يرد نفي الإدراك بالسن فإنه ولد في حياة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما سيأتي إن شاء الله تعالى في قصة مقتل حمزة ( ولكن خلص) بفتح الخاء واللام بعدهما صاد مهملة أي وصل ( إلى من علمه ما يخلص) بضم اللام ما يصل ( إلى العذراء) بالذال المعجمة البكر ( في سترها) ووجه التشبيه بيان حال وصول علمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليه كما وصل علم الشريعة إلى العذراء من وراء الحجاب لكونه كان شائعًا ذائعًا فوصوله إليه بطريق الأولى لحرصه على ذلك ( قال) : أي عثمان ( أما بعد فإن الله بعث محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالحق) سقط التصلية لأبي ذر ( فكنت ممن استجاب لله ولرسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلت) بفتح التاء خطايا لعبيد الله ( وصحبت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبايعته) من المبايعة بالموحدة ( فوالله ما عصيته ولا غششته) بغين وشينين معجمات مع فتح الأولين وسكون الثالث ( حتى توفاه الله) زاد أبو ذر عز وجل ( ثم أبو بكر مثله) بالرفع ولأبي ذر مثله بالنصب أي مثل ما فعلت مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فما عصيته ولا غششته ( ثم عمر مثله) ولأبي ذر مثله بالنصب أي ما عصيته ولا غششته ( ثم استخلفت) بضم الفوقية الأولى والأخيرة مبنيًّا للمفعول ( أفليس) بهمزة الاستفهام ( لي) عليكم ( من الحق مثل الذي) كان ( لهم؟) علي قال: عبيد الله ( قلت) : له ( بلى.
قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟)
بسبب تأخير إقامة الحدّ على الوليد وعزل سعد ( أما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله تعالى ثم دعا عليًّا) - رضي الله تعالى عنه - ( فأمره أن يجلده) بعد أن شهد عليه رجلان أحدهما
حمران مولى عثمان أنه قد شرب الخمر كما في مسلم، والرجل الآخر الصعب بن جثامة الصحابي رواه يعقوب بن سفيان في تاريخه، وإنما أخّر عثمان إقامة الحد عليه ليكشف عن حال من شهد عليه بذلك، فلما وضح له ذلك الأمر عزله وأمر عليًّا بإقامة الحد عليه، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: أن يجلد بإسقاط ضمير النصب ( فجلده) علي ( ثمانين) جلدة.

وفي رواية معمر في هجرة الحبشة فجلد الوليد أربعين جلدة.
قال في الفتح: وهذه الرواية أصح من رواية يونس والوهم فيه من الراوي عنه وهو شبيب بن سعيد ويرجح رواية معمر ما في مسلم أن عبد الله بن جعفر جلده وعليّ يعدّ حتى بلغ أربعين فقال: امسك ثم قال: جلد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربعين، وأبو بكر أربعين، وعمر ثمانين وكلّ سنّة، وهذا أحب إليّ.
ومذهب الشافعي أن حدّ الخمر أربعون لما سبق في رواية معمر، وحديث مسلم عن أنس كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يضرب في الخمر بالجريد والنعال أربعين.
نعم للإمام أن يزيد على الأربعين قدرها إن رآه لما سبق عن عمر ورآه عليّ حيث قال: وهذا أحب إليّ وقال: كما في مسلم لأنه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى وحدّ الافتراء ثمانون، وهذه الزيادة على الحد تعازير لا حدٍّ وإلاَّ لما جاز تركه، واعترض بأن وضع التعزير النقص عن الحد فكيف يساويه؟ وأجيب: بأن تلك الجنايات تولدت من الشارب، لكن قال الرافعي: ليس هذا شافيًا فإن الجناية غير متحققة حتى يعزر والجنايات التي تتولد من الخمر لا تنحصر فلتجز الزيادة على الثمانين وقد منعوها.
قال: وفي تبليغ الصحابة الضرب ثمانين ألفاظ مشعرة بأن الكل حد وعليه فحد الشارب مخصوص من بين سائر الحدود بأن يتحتم بعضه ويتعلق بعضه باجتهاد الإمام ويأتي مزيد لذلك إن شاء الله تعالى بعون الله في الحدود.




[ قــ :357 ... غــ : 3697 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا شَاذَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: "كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ".
تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بن صالح عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن حاتم بن بزيع) بالحاء المهملة وكسر المثناة الفوقية وبزيع بالموحدة المفتوحة والزاي المكسورة والتحتية الساكنة بعدها عين مهملة قال: ( حدّثنا شاذان) بالشين والذال المعجمتين لقب الأسود بن عامر الشامي الأصل ثم البغدادي قال: ( حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون) بضم النون في الفرع صفة لعبد العزيز وبكسرها صفة لأبي سلمة لأن كلا منهما تلقب به ( عن عبيد الله) بضم العين مصغرًا ابن عمر العمري ( عن نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: كنا في زمن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا نعدل بأبي بكر) في الفضل ( أحدًا) من الصحابة بعد الأنبياء ( ثم عمر ثم عثمان) ولأبي ذر ثم عمر ثم عثمان برفع الراء والنون ( ثم نترك أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا نفاضل بينهم) وفي لفظ للترمذي وقال: إنه صحيح
غريب كنا نقول: ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حي أبو بكر وعمر وعثمان، وفي آخر عند الطبراني وغيره ما هو أصرح كنا نقول ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان فيسمع ذلك رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا ينكره، ووجه الخطابي ذلك بأنه أراد به الشيوخ وذوي الأسنان منهم الذين كان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا حز به أمر شاورهم فيه، وكان علي -رضي الله عنه- إذ ذاك حديث السن ولم يرد ابن عمر الازدراء بعلي ولا تأخره ورفعه عن الفضيلة بعد عثمان ففضله مشهور لا ينكره ابن عمر ولا غيره من الصحابة وإنما اختلفوا في تقديم عثمان عليه اهـ.

قال في الفتح: وما اعتذر به من جهة السن بعيد لا أثر له في التفضيل المذكور، والظاهر أن ابن عمر أراد بذلك أنهم كانوا يجتهدون في التفضيل فيظهر لهم فضل الثلاثة ظهورًا بينًا فيجزمون بذلك ولم يكونوا اطلعوا على التنصيص.
وقال الكرماني: يحتمل أن يكون ابن عمر أراد أن ذلك وقع لهم في بعض أزمنته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا يمنع ذلك أن يظهر لهم بعد ذلك، وإلى القول بتفضيل عثمان ذهب الشافعي وأحمد كما رواه البيهقي عنهما وحكاه الشافعي عن إجماع الصحابة والتابعين وهو المشهور عن مالك وكافة أئمة الحديث والفقه وكثير من المتكلمين، وإليه ذهب أبو الحسن الأشعري والقاضي أبو بكر الباقلاني ولكنهما اختلفا في التفضيل أهو قطعي أم ظني، فالذي مال إليه الأشعري الأول، والذي مال إليه الباقلاني واختاره إمام الحرمين في الإرشاد الثاني، وعبارته لم يقم عندنا دليل قاطع على تفضيل بعض الأئمة على بعض إذ العقل لا يدل على ذلك والأخبار الواردة في فضائلهم متعارضة ولا يمكن تلقي التفضيل ممن منع إمامة المفضول ولكن الغالب على الظن أن أبا بكر -رضي الله عنه- أفضل الخلائق بعد الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم عمر أفضلهم بعده وتتعارض الظنون في عثمان وعلي.

وهذا الحديث أخرجه أبو داود في السنة.

( تابعه) أي تابع شاذان ( عبد الله بن صالح) الجهني كاتب الليث وثبت ابن صالح لأبي ذر ( عن عبد العزيز) بن أبي سلمة الماجشون بإسناده المذكور.




[ قــ :358 ... غــ : 3698 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ مَوْهَبٍ قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ مَنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ: مَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ؟ فَقَالُوا: هَؤُلاَءِ قُرَيْشٌ.
قَالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَىْءٍ فَحَدِّثْنِي عَنْهُ: هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
فَقَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ الرَّجُلُ: هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ.
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ.
أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ.
.
وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ.
.
وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ
أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُثْمَانَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرُّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ الْيُمْنَى: هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ.
فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ: هَذِهِ لِعُثْمَانَ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَا الآنَ مَعَكَ».

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذي وسقط ابن إسماعيل لأبي ذر قال: ( حدّثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري قال: ( حدّثنا عثمان هو ابن موهب) بفتح الميم والهاء بينهما واو ساكنة آخره موحدة كذا في الفرع والناصرية، وفي الفتح بكسر الهاء مولى بني تميم البصري التابعيّ الوسط من طبقة الحسن البصري ( قال: جاء رجل من أهل مصر) لم يعرفه الحافظ ابن حجر، نعم قال في المقدمة قيل إنه يزيد بن بشر السكسكي ( حج) ولأبي ذر وحج ( البيت) الحرام ( فرأى قومًا جلوسًا) أي جالسين لم يسموا ( فقال: من هؤلاء القوم؟ قال) : ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فقال؛ وله عن الكشميهني فقالوا: ( هؤلاء قريش) لم يسم المجيب أيضًا ( قال: فمن الشيخ فيهم؟) الذي يرجعون إليه ( قالوا) : هو ( عبد الله بن عمر) بن الخطاب ( قال: يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني عنه هل تعلم أن عثمان فرّ يوم) غزوة ( أُحد؟ قال) : ابن عمر ( نعم فقال) : أي الرجل ولأبي ذر قال: هل ( تعلم أنه تغيّب) بالغين المعجمة ( عن) غزوة ( بدر ولم يشهد؟) وقعتها ( قال) : ابن عمر ( نعم.
قال)
الرجل: ( هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان) تحت الشجرة في الحديبية ( فلم يشهدها؟ قال) : ابن عمر ( نعم.
قال)
: الرجل ( الله كبر) مستحسنًا لجواب ابن عمر لكونه مطابقًا لمعتقده ( قال ابن عمر) : مجيبًا له ليزيل اعتقاده ( تعال أبين لك) بالجزم ( أما فراره يوم أُحد فأشهد أن الله) عز وجل ( عفا عنه وغفر له) في قوله: { ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم} [آل عمران: 155] ( وأما تغيبه عن بدر فإنه كان) كذا في الفرع كان بغير تاء تأنيث وفي اليونينية والناصرية وغيرهما كانت ( تحته بنت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) رقية براء مضمومة وقاف مفتوحة وتحتية مشددة ( وكانت مريضة) فأمره النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالتخلف هو وأسامة بن زيد كما في مستدرك الحاكم وأنها ماتت حين وصل زيد بن حارثة بالبشارة وكان عمرها عشرين سنة ( فقال له رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه) فقد حصل له المقصود الأخروي والدنيوي ( وأما تنيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه) عليه الصلاة والسلام ( مكانه) أي مكان عثمان ( فبعث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عثمان) إلى أهل مكة ليعلم قريشًا أنه إنما جاء معتمرًا لا محاربًا ( وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة) فشاع في غيبة عثمان أن المشركين تعرضوا لحرب المسلمين فاستعد المسلمون للقتال وبايعهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حينئذٍ تحت الشجرة أن لا يفروا ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده اليمنى) أي مشيرًا بها ( هذه يد عثمان) أي بدلها ( فضرب بها على يده) اليسرى ( فقال) أي للرجل ( ابن عمر: اذهب بها) أي بالأجوبة التي أجبتك بها ( الأن معك) حتى يزول عنك ما كنت تعتقده من عيب عثمان.




[ قــ :359 ... غــ : 3699 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا -رضي الله عنه- حَدَّثَهُمْ قَالَ: «صَعِدَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ، فَقَالَ: اسْكُنْ أُحُدُ -أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ- فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد ( عن سعيد عن قتادة) بن دعامة ( أن أنسًا -رضي الله عنه- حدثهم قال: صعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بكسر العين ( أُحدًا) الجبل المشهور ( ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف) أي اضطرب الجبل بهم ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فرجفت أي الصخرة كما في حديث أبي هريرة عند مسلم بلفظ: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة ( وقال) عليه الصلاة والسلام للجبل ولأبي ذر فقال:
( أسكن أُحد) بالبناء على الضم منادى مفرد حذف منه الأداة قال أنس: ( أظنه ضربه برجله) الشريفة ( فليس عليك إلا نبي وصديق) أبو بكر ( وشهيدان) عمر وعثمان ورواية حراء تدل على التعدد، وقع في حديث أبي ذر تقديم حديث أنس هذا على سابقه.