فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قول الرجل: مرحبا

باب قَوْلِ الرَّجُلِ مَرْحَبًا
.

     وَقَالَتْ  عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِى» .

     وَقَالَتْ  أُمُّ هَانِئٍ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ».

( باب قول الرجل) لآخر ( مرحبًا) بفتح الميم والحاء المهملة بينهما راء ولأبي ذر عن المستملي باب قول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مرحبًا.

( وقالت عائشة) -رضي الله عنها- ( قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لفاطمة عليها السلام) ( مرحبًا بابنتي) أي لاقيت رحبًا وسعة وهذا طرف من حديث وصله من علامات النبوّة ( وقالت أم هانئ) فاختة بنت أبي طالب فيما سبق موصولاً في باب ما جاء في زعموا ( جئت إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقط لفظ إلى لأبي ذر ( فقال: مرحبًا بأم هانئ) بالموحدة قبل الهمزة ولأبي ذر عن الكشميهني يا أم هانئ منادى مضاف.


[ قــ :5847 ... غــ : 6176 ]
- حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِى جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ الَّذِينَ جَاءُوا غَيْرَ خَزَايَا، وَلاَ نَدَامَى» فَقَالُوا، يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا حَىٌّ مِنْ رَبِيعَةَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مُضَرُ وَإِنَّا لاَ نَصِلُ إِلَيْكَ إِلاَّ فِى الشَّهْرِ الْحَرَامِ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا فَقَالَ: «أَرْبَعٌ وَأَرْبَعٌ: أَقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَآتُوا الزَّكَاةَ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَعْطُوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ، وَلاَ تَشْرَبُوا فِى الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ».

وبه قال: ( حدّثنا عمران بن ميسرة) ضد الميمنة قال: ( حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد الثقفي قال: ( حدّثنا أبو التياح) يزيد بن حميد الضبعي البصري ( عن أبي جمرة) بالجيم والراء نضر بن عمران الضبعي البصري ( عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: لما قدم وفد عبد القيس) بن أفصى بن دعمي وهو أبو قبيلة كانوا ينزلون البحرين ( على النبى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وكانوا أربعة عشر رجلاً ( قال) لهم:
( مرحبًا بالوفد الذين جاؤوا) حال كونهم ( غير خزايا) غير أذلاء ومرحبًا نصب على المصدرية بفعل مضمر أي صادفوا رحبًا بالضم أي سعة ( ولا ندامى) جمع نادم على غير قياس أو ندمان لغة في نادم فجمعه المذكور على القياس ( فقالوا: يا رسول الله إنّا حي من ربيعة) بن نزار بن معد بن عدنان ( وبيننا وبينك مضر) وفي الإيمان هذا الحي من كفار مضر ( وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام) لحرمة القتال فيه عندهم ( فأمرنا بأمر فصل) بالصاد المهملة يفصل بين الحق والباطل ( ندخل به) بسببه ( الجنة) إذا قبله الله برحمته ( وندعو به من) بفتح الميم أي الذي استقر ( وراءنا) أي خلفنا من قومنا ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الذي آمركم به ( أربع و) الذي أنهاكم عنه ( أربع أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) المفروضتين ( وصوم رمضان) ولأبي ذر وصوموا رمضان ( وأعطوا) بهمزة قطع ( خمُس ما غنمتم) لأنهم كانوا أصحاب غنائم ( ولا تشربوا) ما انتبذ ( في الدباء) اليقطين ( والحنتم) الجرار الخضر ( والنقير) ما ينقر في أصل النخلة فيوعى فيه ( والمزفت) المطلي بالزفت لأنه يسرع إليها الإسكار فربما شرب منها من لا يشعر بذلك ثم ثبتت الرخصة في الانتباذ في كل وعاء مع النهي عن شرب كل مسكر.

والحديث سبق في الإيمان في باب أداء الخُمس من الإيمان.